الْحَبِيـبِ تُضِيءُ مِنْ آبَــادِ *** مُنْذُ السَّمَـاءُ سَمَـتْ بِغَيْرِ عِمَـادِ
هَيْهَـاتَ يُهْتَـكُ نُورُهَـا مِنْ عَابِثٍ *** أَوْ يَحْـجُـبُ الْآلاَءَ بَـاغٍ عَـادِي
إِنَّ الَّذِينَ تَجَاسَرُوا عَبَـثَـتْ بِهِـمْ *** أَهْوَاؤُهُمْ وَسَخِـيـمَـةُ الْأَحْـقَـادِ
نُورٌ كَسَاهُ اللَّهُ بُـرْدَ جَـمَـالِــهِ *** وَجَلاَلِـهِ وَحَـبَـاهُ كُـلَّ رَشَــادِ
فَــإِذَا النّـُفُـوسُ تَطَهَّرَتْ بِسَنَائِهِ ***وَإِذَا الْقُلُوبُ قـَشِـيبَـةُ الْأَبــْرَاد
مِنْ آدَمٍ حَتَّى الْخَلِـيـلِ وَمِـنْ لَدُنْ *** مُوسَى لِعِيسَى آمَـنَتْ بِالْهَــادِي
نَشْكُـو وَنَفْـزَعُ لِلْعَـلِيِّ قَدِ انْـبَرَتْ *** أَيْدِي الظَّلُومِ تَصُولُ بَعْدَ رُقَــادِ
وَنَبُثُّهُ عَـبَـثَ الـدَّنِـيِّ بِـنُــورِهِ *** وَتَطَـاوُلَ السُّـفَـهَاءِ وَالْأَوْغَادِ
مَـا كَـانَ لِلـدُّنْـيَـا بِغَـيْرِ ضِيَائِهِ *** أَمَلٌ، وَكَانَتْ فِي أَسًى وَحِــدَادِ
حَتَّى إِذَا ظَهَرَتْ بَـشَائِـرُ بَـعْـثِـهِ *** وَتَـعَـلَّـقَـتْ بِمُـنَاهُ كُلُّ بِلاَدِ
أَذِنَـتْ لِـكُـلِّ الْعَـالَمِينَ بِرَحْمَــةٍ *** سَطَعَتْ وَلِلْإِنْسَانِ بِالْمِـيــلاَدِ
لاَ زَالَ يَغْـشَى الْكَـوْنَ مِنْ نَفَحَاتِهَا *** فَيْضٌ نُـغَاثُ بِهِ كَصَوْبِ عِهـَادِ
لَوْ قَدْ عَرَفْـتُـمْ قَـدْرَهُ لَتَصَـدَّّعَـتْ *** تِلْكَ النُّفُوسُ وَأَسْلَـمَتْ لِرَشَـادِ
شَوْقِـي إِلَى ذَاكَ الْمَقَـامِ وَلَوْعَـتِي *** ذِكْرَى الْحَبِيبِ وَسِيرَةُ الْأَوْتَــادِ
لِلَّـهِ دَأْبُ أَحِـبَّــةٍ بـِضــِيَـائِهِ *** فَـتَحُـوا الْبِلاَدَ وَهِمّـَةٍ وَجِهَادِ
حَازُوا بِصُحْبَتِهْ الْمَعـَانِيَ وَانْـتـَهَتْ *** لِلتَّـابِعِـيـنَ وَتَابِعِـي الْأَمْجَادِ
هُـوَ سِـرُّ أَسْرَارِ الْحَقِـيـقَةِ كُـلِّهَا *** أَلْقـَتْ لِهَدْيِ مُحَمَّدٍ بِـقِـيَــادِ
فَالْمِـيـمُ لَـيْـسَ كَمِـثْـلِهَا وَلِحَائِهِ *** وَالدَّالِ مَعْـنًى فِي الْبَرِيَّةِ بَـادِي
أَهْلُ السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الاَرْضِ بِحَمْدِهِ *** هَتَفُوا، وَكُـلٌّ بِالْمُمَجَّـدِ شَـادِي
شَرَحَ الصُّدُورَ بَيَـانُـهُ فَـتَـبَيـَّنَتْ *** أَفْـضَالَـهُ الدُّنْيَا بِغَـيْرِ عِـدَادِ
وَهُوَ الْبَشِيـرُ كَـمَا النَّـذِيـرُ لِأُمّـةٍ *** قَـدْ كَانَ مِنْهَا مَوْضِـعَ الْإِرْفَادِ
فَإِذَا بُـدُورُ كَـلاَمِـهِ مِـنْ حُـسْنِهِ *** فِي حُسْـنِهِ غَرِقَتْ بِغَـيْرِ نَفَادِ
هَـلْ كَـانَ مِـثْـلُ مُـحَمَّدٍ لَمَّا بَدَا *** سَطَعَتْ نُجـُومُ هُدَاهُ فِي الْآرَادِ
لِلَّــهِ سِـرُّ بَهَـائِـهِ يَـوْمَ اغْتَدَى *** يَدْعُو لِتَـوْحِيدٍ وَخَيْـرِ سَـدَادِ
وَيَسِيــرُ بَيْـنَ النَّـاسِ لَيْسَ يَصُدُّهُ *** إِعْرَاضُ ذِي شَمَمٍ وَطُولِ عِنَاد
حَــتًَّى إِذَا آذَوْهُ أَسْـفَرَ بِالْعُـــلاَ *** فَـتْحُ الْفُتُوحِ وَمَشْرِقُ الْأَمْجَادِ